مهاب ممدوح يكتب.. لماذا عبد الشافي إستثنائي ؟

16 يوليو 2021 الساعة 10:57 مساء

مهاب ممدوح يكتب.. لماذا عبد الشافي؟
لم تمنحني كرة القدم الحديثة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" فرصة للتعاطف مع عدد كبير من اللاعبين، فالأمر أصبح مقتصراً على نجوم استثنائية لم تميل إلى عصر يشهد سيطرة السوشيال ميديا على عقول اللاعبين حتى أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عنصرا أساسيا في حياة اللاعب.
مقدمة كلامي  لا تستهدف انتقاد السوشيال ميديا، بالعكس فحسن استغلالها في عالم كرة القدم قد يجعلها أمرا مفيدا ويعوض من غياب الجمهور عن معظم الملاعب خلال الفترة الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد ولكن مقدمتي تستهدف تسليط الضوء على عنصر استثنائي لم يختلق أزمة في مسيرته بالملاعب، لم يميل إلى كرة القدم الحديثة التي تقتضي ضرورة وجود اللاعب باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات الأمر مستفزا في بعض الأحيان للجماهير التي ترى لاعب يُنهي مباراته مع فريقه بأداء سلبي أو نتيجة سيئة وبعدها مباشرة يتجه لحسابه الخاص لنشر صوره في المباراة حتى أصبح مهووسا بتفاعلات الجمهور معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولم يحترم مشاعر الجمهور أو لاعب صنع من حسابه الخاص منتجا إعلانيا لكسب المزيد من الأرباح في كل وقت حتى في الأوقات التي يعاني فيها فريقه.
استثناء القاعدة يكمن في اسم لم أجد من اختلف على أخلاقه وأدائه البطولي في الملعب، وهو محمد عبد الشافي الذي كان ولازال يقدم نموذجا يجب أن يُحتذى به داخل وخارج الملعب.
أرقامه هذا الموسم ليست بالخيالية أو الخارقة ولكن يضمن لك في كل لقاء مستوى فني رجولي يجعلك مطمئنا على جبهته داخل الملعب، وتأكيدا لذلك أستند على بعض المشاهد المميزة لمحمد عبد الشافي في الدوري هذا الموسم مع الزمالك. 
في مباراة الأهلي التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 استطاع عبد الشافي الذي حل بديلا أن يحارب على كرة بلغة الكرة "مفقودة أو ميتة" حتى نجح في إرسالها إلى ساسي ومن ثم إلى زيزو ثم ساسي الذي سجل هدف التعادل لصالح الزمالك ليساهم عبد الشافي في هدف لم يكن سيأتي حال لم ينجح عبد الشافي في الوصول إلى الكرة التي نجح في الوصول لها رغم صعوبة الأمر. 
وفي مباراة المصري التي شهدت فوزا صعبا للزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين حارب عبد الشافي على كرة كانت ستتجه إلى ركلة مرمى للمصري ولكن عبد الشافي وصل إلى الكرة بفدائية وحصل على ركلة ركنية جاء منها ركلة جزاء للزمالك سجلها زيزو وفاز الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لذلك عبد الشافي قد لا يصنع الهدف لفريقك ولكن قيمته في فدائيته التي كانت ولازالت سلاحه في الملعب مهما بلغ عمره. 
خارج الملعب عبد الشافي يعتبر مثالا  يحتذى به فاللاعب لم يختلق أزمة سواء في رحيل أو تعاقد أو تجديد، ولم يتخذ من حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للضغط على الجمهور في أي موقف، أو وسيلة لاستفزاز الجمهور عند انتقاده، لذلك كان ولازال عبد الشافي استثنائي في عصر قلت فيه العناصر الاستثنائية والعقول الاحترافية التي تستهدف العمل بجد واجتهاد بعيدا عن هوس الشهرة.