كوارث تهدد انتصارات الزمالك المتتالية

17 فبراير 2018 الساعة 9:46 صباحا

 
انتصارات الزمالك المتتالية لن تستمر إذا لم يتخلص من هذه الكوارث 
إننا نعرف الحقائق البديهية جيداً عندما يتعلق الأمر بأفعال الغير، ولكننا نجد صعوبة بالغة فى تطبيقها على أنفسنا.. رغم أنها كلمات سياسية قالها ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق فإنها من الممكن أن تكون أكثر عمقا إذا طبقها المدربون ومن قبلهم مجالس الإدارة فى كرة القدم وتعاملوا معها بجدية وحرفية عالية.وكرة القدم مثل الشطرنج لعبة باتت تعتمد على الذكاء وكيفية الاستفادة من أخطاء الآخرين وتداركها ومحاولة تفاديها وعدم الوقوع فيها وإجبارهم على اتخاذ القرارات التى لا تناسبهم بقدر ما تكون نموذجية للخصم، ويكفى تحرك غير جيد لقطعة على الرقعة ليضيع جهد ضخم وساعات طويلة من التركيز ولحظات من التفكير الصعب وشهور طويلة من الإعداد والتجريب للحظة الحسم والفوز والتتويج.ولا أسرار فى تكتيكات كرة القدم ولا ألغاز فى جوانبها الفنية ولا خفايا فى كل ما يتعلق بأساليبها الخططية حتى هؤلاء الذين أبدعوا وطوروا اللعبة وجدوا أنفسهم بعد فترات زمنية ليست طويلة، مطالبين إما بمزيد من الابتكارات أو مواجهة ثورة الآخرين وجرأتهم داخل وخارج الملعب وقبلهما طوفان من الانتقادات ومحاولات التشكيك، لأنها لعبة أصبحت فى تغير دائم وتام فما يصلح اليوم ويصبح سبب السعادة قد يكون هو نفسه مصدر الشقاء غدا، وهى كالموضة أيضا موديلاتها القديمة البالية من سنوات هى الحداثة كلها بعد أعوام مثل طرق اللعب فما كان يطبق فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى يعود الآن، وإنما بشكل جديد وبتفاصيل مختلفة لحد ما وبأسس تطبيق غير نمطية وهو ما يؤدى عند الكثير من المدربين الباحثين عن التحديث والمتمسكين بالعلم فى عملهم، لأنهم دائما ما يقلدون قبل الإلمام التام والكامل بأصغر الأمور فيأتى عملهم مشوها فى كثير من الأحيان.ولا أحد يختلف على إيهاب جلال، المدير الفنى للزمالك، سواء على المستوى الإنسانى أو المهنى، وهو واحد من طالبى الحداثة، وينفق الكثير من أجل تطوير نفسه وقدراته، لكن مشكلته الكبرى فى إصراره على تطبيق الصعب فى وقت يملك فيه تحقيق الكثير بتكتيكات حديثة سهلة وأساليب لعب غير مرهقة ذهنيا وفنيا وبدنيا وبعيدة تماما عن التعقيد الذى يصل باللاعبين لدرجات من الملل واليأس، ينعكس بالسلب على الأداء العام والرغبة والحماس فى الملعب.صحيح أن الزمالك مع إيهاب جلال تطور قليلا وبات يملك نظاما وأساليب لعب مختلفة وحصد تسع نقاط فى آخر ثلاث مباريات، لكن يبقى السؤال هل سيتحمل نجومه كل هذا الضغط الذهنى فى وقت ظلوا فيه لسنوات طويلة بلا نظام فنى وتكتيكى يتعلق حتى بأبسط قواعد اللعب، بدليل ما حدث فى آخر مباراتين أمام سموحة ووادى دجلة ومن قبلهما طنطا وفيهما طبق طريقته الرقمية ٣ - ٤ - ٣ وخلال التنفيذ وضح تماما أنه اهتم بالشق الهجومى منها، وركز فى أداء اللاعبين عند الامتلاك والسيطرة والاستحواذ، لكنه نسى أو ربما وبشكل أكثر دقة ومنطقية كيف يتعاملون مع الخصم عند خسارة الكرة وسبل استردادها هل يكون بعمل جماعى أم يكفى التحركات الفردية فقط.ورغم أن إيهاب جلال واجه ثلاثة فرق ليسوا من كبار المسابقة - حتى سموحة فهو يعانى هذا الموسم - لكنه اهتز تماما وتعرض لصعوبات كبيرة عند محاولة استرداد الكرة بل إن الكثير من المواقف الدفاعية خلال المباريات كان الزمالك خلالها سيئ التنظيم وتعامل بعشوائية كبيرة سواء فى قدرته على غلق المساحات أو تنظيم مجموعات تستطيع استرداد الكرة.. ومهما كانت إمكانات الفريق الهجومية فإنها تصبح بلا جدوى إذا لم يمتلك الفريق دفاعات قوية وهذه هى القاعدة الآن فى اللعبة فلا حسم للبطولات وصعود لمنصات التتويج بدونه.وليكن الأهلى النموذج على الأقل محليا، فمديره الفنى حسام البدرى وصل لمرحلة من الاستقرار التكتيكى والخططى غير عادية، حتى تعديلاته فيها خلال المباريات تكون ثابتة مما منح لاعبيه مساحات واسعة من التركيز وقدرة كبيرة على تنفيذ الواجبات وبوعى كبير، ثم الأهم أن الأدوار تتماشى مع القدرات خاصة الدفاعية ولا تحتاج لاجتهادات ولا لفلسفة خاصة فى التنفيذ أو لجهد يكون بذله من المستحيلات فى وقت يمتلك فيه لاعبوه من النضج ما يمنحهم رفاهية حل المشكلات الطارئة فى المواجهات إذا تعرضوا لمفاجآت غير جيدة.وأهم أسس الدفاع أن يمتلك الفريق قدرات عالية تتيح له غلق المساحات وسرعة الارتداد وصناعة كثافة جيدة، وكلها أشياء من الصعب على لاعبى الزمالك تحقيقها فى ظل طريقة اللعب الرقمية ٣-٤-٣ التى تتطلب الكثير من الوعى والجهد والتركيز، خاصة للاعبى الأطراف ولمجموعة خط الوسط عند فقد الكرة، ولابد أن تكون هناك استراتيجية محددة تمنع الخصم من شن هجمات سريعة تسبب الإزعاج غير العادى للفريق ويظهر خلالها فوارق السرعات وعيوب الضغط مثلما حدث أمام وادى دجلة.
 
بقلم: محمد صيام
المصدر: المصري اليوم

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة