بعد عودة الزعيم .. طبول الحرب تدق على أبواب كوريا الشمالية

6 مايو 2020 الساعة 2:01 مساء

بعد غياب لعدة أسابيع عن الأنظار زاد خلالهم التوقعات والتكهنات بوفاته، عاد الرئيس الكوري الشمالي ليظهر بصحة جيدة خلال قص شريط افتتاح مصنع للأسمدة في مدينة سون تشون قرب العاصمة بيونج يانج، برفقة كبار الشخصيّات في بلاده.ولكن، بمجرد عودة الزعيم الكوري الشمالي ومع افتتاحه المصنع، كانت قوات الحدود الكورية الشمالية تضرب النار على جارتها الجنوبية في المنطقة معزولة السلاح بين البلدين، لتتجدد المخاوف من اندلاع حرب كوريّة جديدة، بعدما أعلنت كوريا الجنوبية احتجاجها بشأن تبادل إطلاق النار داخل حدودها، متهمة كوريا الشمالية بإطلاق النار أولاً، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.وقالت كوريا الجنوبية، إن قوات كوريا الشمالية أطلقت الرصاص فأصابت أحد مواقع حراسها في الخطوط الأمامية، فجر الأحد، قبل أن ترد قوات كوريا الجنوبية بإطلاق 20 رصاصة وبث إعلان تحذيري، ليكون أول تبادل لإطلاق النار داخل المنطقة منزوعة السلاح منذ حوالي عامين ونصف، وفقاً لمسؤولي الدفاع الكوريين الجنوبيين.• كيف تصاعدت الأحداث بين الكوريتين؟- تحرك كوري جنوبي وتحقيق للأمم المتحدةالمتحدثة باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تشوي هيون سو، صرحت للصحفيين، الاثنين الماضي، بأن كوريا الجنوبية بعثت رسالة احتجاج قوية وحثت كوريا الشمالية على توضيح سبب إطلاق النار وتجنب وقوع حوادث مماثلة، موضحة أن كوريا الشمالية لم ترد على الرسالة، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.وأضافت هيئة الأركان الكورية الجنوبية، أنها تتواصل مع كوريا الشمالية عبر الخط العسكري الساخن، الذي أطلق خلال القمة التي جمعت الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الكوري الجنوبي في عام 2018، لتحديد سبب الحادثة، ومن جانبها، أعلنت الأمم المتحدة في بيان الاثنين الماضي، أنها تحقق فيما إذا كان هناك انتهاك للهدنة التي أنهت الحرب الكورية، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.• هل تندلع حرب جديدة بين كوريا الشمالية والجنوبية؟يبدو أن إطلاق النار من القوات كوريا الشمالية على القوات الجنوبية خطوة ضمن سياسة كيم جونج أون لإظهار قوته وفرض سيطرته على الجيش، بعد التكهنات التي توقعت ضعفه خلال فترة غيابه.- إعادة صورته القويةفي الوقت الذي عاد فيه زعيم كوريا الشمالية للظهور بعد فترة غياب عن الحياة العامة، والتي ربطها البعض بوفاته، أفادت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، بأن هناك مخاوف من شروع الزعيم الكوري الشمالي في بدء مناوشات وحملات إعدام باعتبارها وسائل لإعادة صورته القوية.ورجحت الصحيفة نقلا عن محللين للشأن الآسيوي، أن يأمر الزعيم الكوري الشمالي بموجة من عمليات الإعدام العلنية والتهديدات النووية الجديدة ضد الغرب، لإعادة صورته القوية بعد انقطاعه عن العالم لأسابيع، تكهنت فيهم الدول رحيله، إذ نقلت الصحيفة عن مصدر أمني لم تذكر اسمه، قوله: "نتوقع خروج عنيف لكيم جونج أون بهدف القضاء على أي تهديد محتمل داخلي أو خارجي".- تأكيد سيطرته على الجيشمع غياب زعيم كوريا الشمالية وانتشار بعض التكهنات حول عدم سيطرته على الجيش، رجح نائب رئيس المعهد الآسيوي للدراسات السياسية، تشوي كانج، أن يكون توقيت استفزاز كيم لكوريا الجنوبية ليثبت أنه ما زال مسؤولا عن الجيش الكوري الشمالي ومسيطرا عليه، مضيفا أن "كيم بالأمس كان يحاول إثبات أنه بصحة جيدة، واليوم يحاول إنهاء كل التكهنات بأنه ربما لا يسيطر بشكل كامل على الجيش".فيما اعتبر ليف إريك إيزلي، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة إيهوا في سول، أن حادث إطلاق النار ربما استهدف تعزيز الروح المعنوية في الجيش الكوري الشمالي، متابعا أن "نظام كيم ربما يتطلع لرفع معنويات قواته المرابطة على خط المواجهة لاستعادة أي نفوذ تفاوضي فقد خلال أسابيع غياب الزعيم التي دارت خلالها الشائعات".- تكهنات كوريا الجنوبيةويبدو أن الجدل الكبير والتكهنات التي انتشرت بشأن صحة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أزعجته، فبين تلقيه العلاج في حالة حرجة جراء عملية جراحية في القلب، ثم عدم قدرته على الحركة والمشي، إلى وفاته إكلينيكيا، كان للمخابرات الكورية الجنوبية والعديد من السياسيين الكوريين الجنوبيين والشماليين المنشقين دور في التنبؤ والتصريحات حول حالة الزعيم الكوري الشمالي الصحية؛ وذلك لأن كوريا الشمالية تعد دولة غامضة، إذ تفرض سلطاتها سيطرتها على البلاد بإحكام، وخاصة المعلومات التي تحيط بقائدها، الذي يُعامل تقريبًا كإله داخل البلاد، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.- حالة حرب مستمرةووفقا لصحيفة "فرانس 24" الفرنسية، فلا تزال الكوريتان عمليا في حالة حرب منذ أن توقفت الحرب الكورية بهدنة عام 1953.فبالرغم من اتفاق الرئيس الكوري الجنوبي والزعيم الشمالي على تخفيف التوتر العسكري على الحدود بين الكوريتين خلال القمة التي جمعتهما في العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج في سبتمبر عام 2018، لكن كوريا الشمالية لم تلتزم بغالبية ما اتفق عليه حينها، وقطعت بيونج يانج إلى حد كبير التواصل مع سول.وفي 14 أبريل من العام الماضي، أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باتجاه بحر اليابان أو بحر الشرق، وفق ما أعلن حينها الجيش الكوري الجنوبي، الذي يشتبه أنها صواريخ كروز، وخلال السنوات الماضية نفذت بيونج يانج، التي تمتلك السلاح الذري، تجارب لصواريخ بالستية، تطلق على ارتفاعات عالية قبل أن تسقط بسرعة فائقة على هدفها مدفوعة بقوة الجاذبية.

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة