محمد جاب الله يتساءل: متى تستعيد الكرة المصرية عافيتها
12 مارس 2012 الساعة 11:54 صباحا
كنت أول من نوه وأكد أن الدوري المصري لكرة القدم مات منذ فترة طويلة، لأن الشواهد كلها كانت تؤكد استحالة إتمام هذه المسابقة حتى نهايتها، بعد أن استشرت الفوضى في الملاعب المصرية منذ مباراة الزمالك مع الأفريقي التونسي في بطولة دوري أبطال إفريقيا العام الماضي، وما تبعها من انفلات شديد جدا في ملاعب القاهرة والمحلة الكبرى والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والتي انتهت بمجزرة إستاد بورسعيد في أعقاب مباراة المصري والأهلي.. الاتحاد المصري لكرة القدم أكد موت الدوري واستخرج شهادة وفاته رسميا منذ يومين. لكنه أراد أن يستمر تحرك المياه بدلا من ركودها، فنظم دورة الشهيد التي تشارك فيها كل أندية الدوري الممتاز المصري عدا فريق المصري البورسعيدي عقابا لجماهيره، خاصة أن الحالة النفسية لكل الفرق لا تستطيع تحمل اللعب مع الفريق البورسعيدي. الأندية المصرية ترى أن هذه الدورة ربما تكون عوضا لها مع مسابقة كأس مصر التي قرر الاتحاد لعبها لتكون عاملا مهما في تعويض الخسائر المالية لهذه الأندية التي فاقت المليار جنيه مصري على أقل تقدير على اعتبار أن كل الأندية لديها التزامات مع اللاعبين وكلهم محترفون ولابد أن تسدد أقساط عقودهم في توقيت معين.. كما أن المدربين يتقاضون مبالغ كبيرة جدا ناهيك عن الالتزامات المادية تجاه العاملين في الأندية والموظفين ومدربي الألعاب الأخرى غير كرة القدم. ورغم أن هناك كثيرين تخوفوا من إقامة هذه الدورة خشية حدوث مشاكل جماهيرية إلا أنني شخصيا أرى أن أي ملعب من ملاعب الكرة لا يمكن أن يشهد أي أحداث من هذا النوع العنيف جدا سنوات طويلة لأن كل الجماهير التي قد تفكر في ارتكاب أفعال من هذا النوع العنيف تعرف جيدا أن الحساب قد يكون عسيرا جدا. كما أن ملاعب الكرة المصرية سيكون الإقبال عليها ضعيفا على الأقل لمدة عام، وربما أكثر لأن آباء وأمهات الجماهير سيرفضون السماح لأبنائهم بالذهاب إلى الإستادات خوفا على حياتهم.. كما أن الأسر التي اعتادت أن تذهب إلى الملاعب لتشجيع الفرق المحببة لها ربما تحجم هي الأخرى خوفا من حدوث أي مشاكل أثناء المباريات. الشيء اللافت للنظر أن الناس كلهم تقبلوا قرار الاتحاد المصري لكرة القدم بإلغاء مسابقة الدوري هذا العام وذلك حرصا على حياة الناس ولم يعد هناك أي نوع من التحمس لإقامة المباريات رغم الولع الشديد للجمهور المصري بعالم كرة القدم.