عادل صبري يكتب: فليسقط التراس النادي الأهلي !
12 مارس 2012 الساعة 12:36 مساء
عندما أُتهم أحد نجوم النادى الأهلى في قضية تزوير وقام الموظف المسئول بالشهادة ضده توقعنا الكثير ولكن تم نسيان القضية وقيدت ضد مجهول أو معلوم المهم ان لاعب الكرة الشهير لم يسجن يوما واحدا علي ذمة هذه القضية أو صدر ضده حكم قضائي.
وعندما اعتدي لاعبان من الزمالك علي مجموعة من الشباب وقاما بتحطيم سيارتهم لمجرد الرغبة في التصوير مع النجوم لم يتم تحرير محضر وتم احتواء الأمر علي طريقة "الطيب أحسن"..
وغيرها من المواقف والتي تم احتواء الأمر فيها وخرج النجم منها مثل الشعرة من العجين.. لماذا لأن الأندية لها نفوذ قوي يزيد عن نفوذ الحكومة أي حكومة كانت قديما أم حديثا و في تحويل الأحلام الي أوامر.وكل شيء متاح ومباح من أجل عيون نجوم النادي باعتبارهم الدجاجة التي تبيض ذهبا .
وعندما تعرض عمرو حمزاوي والنجمة بسمة الي حادث سرقة تم القبض علي الجناة خلال ساعات وتم تحويلهم للمحاكمة والحكم عليهم بفترات تصل الي المؤبد خلال أسابيع قليلة ، ونفس السيناريو تكرر مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فبعد تعرضه لحادث سرقة سيارته والاعتداء عليه وهي حادثة أصبحت تتكرر يوميا في فيلم "الانفلات الأمني المصري" تم محاصرة قري بأكملها والقبض علي عدد كبير من البلطجية وخلال ساعات تم تحديد الجناة والقبض عليهم ..
نحن أمام قوتين ما زالا يتمتعان بالقوة والنفوذ حتي الآن الأول وهي وزارة الداخلية والتي تتدخل حسب الطلب والشخص المتعرض للهجوم والثاني مسئولو الأندية والقائمين عليها وما لديهم من نفوذ لحماية أنفسهم ولاعبيهم فقط ..
هاتان القوتان تعاملتا مع شهداء التراس بور سعيد بمنتهي الحياد والشفافية للصالح الخاص فقط ، فالنادي الأهلي اكتفي بـ "الشو الإعلامي" من عزاء وسرادقات وتصوير لقطات حزن وبكاء وفتح باب التبرع للشهداء ــ لم نعلم هل أخذها الأهالي عوضا عن أبانئهم أم لا ــ ثم تبدل الحزن خلال أيام الي سفر الي أجمل مناطق العالم "دبي" ليغسل الفريق أحزانه وينسي ما حدث للفريق وما حدث أيضا لأربعة وسبعين شهيدا ماتوا في سبيل تشجيع النادي الذي ذهب للاستجمام بعيدا عن أحزان التراس الفريق.
الداخلية وجهات التحقيق المختلفة ورغم مرور أكثر من أربعين يوما علي المذبحة لم يتم التوصل للجاني الحقيقي مع وجود صور البلطجية علي شاشات التليفزيون وتم حفظهم عن ظهر قلب من تكرار اعادة مشهد المذبحة،الداخلية لم تتحرك فالشهداء ليس من بينهم ابن وزير أو مسئول حالي أو سابق فهم مجموعة شباب أخلصوا في حب ناديهم أكثر من أنفسهم وتحملوا الكثير من أجله وشاهدوا رعب ووحشية أمام أعينهم وفقدوا حياتهم فداء للنادي العريق الذي ينسي أحزانه الآن في أجمل منتجعات العالم ، ولجنة تقصي الحقائق عادت ولم تجب عن سؤال من الجاني الحقيقي ورجعنا للمسئول الأول عما يحدث في مصر وهو اللهو الخفي منه لله ، والنيابة مازالت تحقق وتحقق ولكن إلي متى ؟ ، لا أحد يعلم .. ولكن تم التوصل للجاني الحقيقي وقاتل شباب التراس الأهلي أنه مسئول الكهرباء في ستاد بور سعيد والذى أكد أن مسئولا كبيرا أتصل به وطلب منه قطع الكهرباء عن الاستاد .. فمن هو المسئول الكبير ومن أين عرف الكهربائي أن هذا المسئول يتصل به ولماذا لا يكون شخص آخر يقلد صوته ..وهل الشخصية الهامة تركت كل مسئولي الاستاد واتصلت بصفة شخصية بفني الاضاءة.. ولماذا لم يتم الكشف عن هذه الشخصية أكيد السبب ليس مصلحة الشهداء بل مصلحة الشخصية الهامة نفسها .. رجعنا لفزورة اللهو الخفي مرة أخرى.
هذه القوة مجتمعة نسيت دم شهداء الالتراس كما نسيت دم شهداء آخرين والأمثلة كثيرة فموقعة الجمل وأحمد محمود وغيرها خير دليل علي أن من ليس له ظهر من السهل أن يضرب علي قفاه وليسقط التراس النادي الأهلي. كلمة أخيرة للنادي الأهلي .. غالبية شباب مصر يشجعون نوادي أوربا مثل برشلونة وريال مدريد وشاهدوا بأنفسكم المقاهي والشوارع عندما يلتقي الناديان زحام شديد علي المشاهدة يفوق لقاء الأهلي والزمالك ..فهذه الأندية تلعب كرة قدم حقيقية ليست كما نراها في ملاعبنا .
لم يتبق لهذه الأندية المصرية سوي مشجعى الالتراس الذين لو تركوا هذه المهمة القومية ستصبح الأندية المحلية جزء من تراث مصر ننساه كما ننسي أشياء كثيرة في زحمة الحياة اليومية.
المصدر: صحيفة الاهرام