جمال الزهيري يكتب: استمرار العزف علي أوتار الفتن!
30 مارس 2012 الساعة 7:03 مساء
من يمزق جسد هذه الأمة؟!
الإجابة ببساطة شديدة : المزايدون وهم للاسف في كل المجالات والمواقع!
يسألني كل من أقابله : هل ما يحدث في مصر هذه الأيام شئ طبيعي؟
لاخلاف علي ان ما شهده ستاد الموت في بورسعيد كارثة بكل المقاييس .. ولاخلاف علي ان معاقبة مرتكبي هذه المذبحة واجب وطني لمنع الجريمة قبل وقوعها علي رأي الشعار القديم الذي لم يعد له وجود للاسف الشديد.
ولاخلاف علي ان اقل ما يجب تقديمه لهذه الأرواح البريئة الطاهرة التي راحت ضحية لتصرفات فئة من المجرمين المأجورين معدومي الضمير والانسانية هو معاقبة السفاحين.
ولاخلاف ايضا علي ان هناك كالعادة من ينفخون في النار لكي تزداد النار اشتعالا ويزداد اللهيب حرقا في كل المنشآت المصرية التي لا ذنب لها ولايجب ان نقحمها في صراعاتنا وخلافاتنا وان هناك بيننا عشرات من الذين يزايدون علي كل شئ فقط من اجل اشاعة الفوضي والفتنة. ولا خلاف علي اننا يجب ان نستيقظ من غفوتنا التي تقودنا لحرق مصر والنهش في جسدها الواهن الذي يكتوي بنيران ولهيب ارتفاع الاسعار واختفاء السلع الاساسية كالغاز والبنزين والخبز والخضر والفاكهة واللحوم التي مازالت تعاني من آثار الحمي القلاعية ومع مطالبتي بالفوقان من هذه الغفوة المدمرة لابد من اطلاق التحذير الشديد من اننا جميعا نكتوي بكل هذه المظاهر المرفوضة للفوضي وبما يفعله السفهاء منا للاسف الشديد واللهم لا تحاسبنا بما يفعله السفهاء منا.
أعود للموضوع الذي أتحدث فيه .. تلك المباراة المشئومة التي راح ضحيتها عشرات الارواح البريئة وتلك العقوبات التي أصدرها اتحاد كرة القدم .. والتي رفضها الطرفان المعاقبان في نفس واحد فاندلعت النيران في بورسعيد الحرة التي لا اري مبررا للمزايدة عليها وعلي وطنيتها ووطنية شعبها ووقعت اشتباكات مؤسفة بين المتظاهرين وقوات حفظ النظام والامن وراح ضحيتها طفل جديد واصيب العشرات ايضا .. وكما اندلع بركان الغضب في بورسعيد كان هناك حالة من الغضب والرفض في اوساط الاهلوية جماهير ومجلس ادارة وهو ما ينذر باستمرار الازمة وتفاقمها.
واذا كان هناك رفض للقرارات من الجانبين في نفس واحد .. فهل يكون الحل هو المزيد من العنف والتميز والخراب وسقوط المزيد من الضحايا .. اعتقد ان الاجابة يجب ان تكون بالنفي القاطع لان العنف لا يولد الا العنف ولهذا اطالب الجميع بضبط النفس واطالب الطرفين بالسعي للحصول علي حقوقهما بالطرق المشروعة وهي معروفة للكافة ... الاتحاد الدولي »الفيفا« والمحكمة الرياضية الدولية.
وليس هناك اعجب مما اسمعه هذه الايام من دعوات لالغاء كرة القدم اصلا اذا كانت ستتسبب في كل هذه الكوارث كما يقول بعض المتشائمين من الاصلاح ومن عودة الحياة لطبيعتها. ولو كان هذا هو الحل فان اي حادث في منطقة سياحية اثرية لابد ان يتبعه الغاء السياحة .. ولو كان هذا هو الحل لقمنا فورا عند وقوع مشكلة في شارع او ميدان ان نلغيه فورا لكي نتخلص من مشاكله.
أفيقوا من هذه الخرافات أيها العقلاء .. وافعلوا ما من شأنه أن يعيد للبلاد استقرارها ... الذي كانت محسودة عليه!