أسامة خليل يكتب : شحاتة.. إذا كان رب البيت بالدف ضاربا
14 يونيو 2012 الساعة 10:58 صباحا
بثلم - أسامة خليل :أنا من الناس المريدين، بلغة الصوفية، للكابتن حسن شحاتة وأرى أن هذا الرجل صنع تاريخه وإنجازاته وانتصاراته وبطولاته بزهده وإخلاصه وتفانيه وتواضعه وصبره وقناعته وعدله بين لاعبيه وتصالحه مع نفسه، من هنا فإن انتقادى له دونًا عن الآخرين يحزّ فى نفسى ويؤلمنى أن أكشف عوراته (الكروية طبعًا) وأهاجم أخطاءه وأنتقد تصرفاته وتحولاته الشخصية، لكنها الأمانة لمن أكتب، تعمينى عن غضّ الطرف عما يفعله شحاتة، فإنجازاته وبطولاته وتاريخه وجغرافيته وقيمته وقامته الكروية ليست كارت أمان لحمايته مدى الحياة.وعندما كنت أتحدث بالأمس عن خطورة تشابك العلاقة الأبوية مع علاقة العمل بين حسن شحاتة ونجله كريم كنت أعطى إشارة واضحة لمأزق خطير قد ينهى على الصورة الذهنية الجميلة التى يحتفظ بها الرأى العام للكابتن حسن شحاتة، وهى صورة من المؤكد أنها ستسقط إذا ما استمر فى ارتكاب الأخطاء الجوهرية التى يفعلها هذه الأيام وكان آخرها يوم الأحد الماضى عندما ذهب إلى المران مرتديًا بدلته، وجلس على الدكة لمدة ربع ساعة، وعندما حضرت سيارة قناة «النهار» ترك التدريب للمساعد، وانطلق معها إلى الاستوديو التحليلى الذى يقدمه نجله كريم لتحليل مباراة المنتخب الوطنى مع غينيا، وهو تصرف غير مسؤول من المدير الفنى لعدة أسباب:أولًا- عدم احترام للعقد المبرم بينه وبين نادى الزمالك الذى يتقاضى بمقتضاه ما يقرب من ٢٢٠ ألف جنيه، وهو مبلغ يستحقه، شرط أن يلتزم بواجبه، وهو التفرغ الكامل لتدريب الفريق وعدم شغل ذهنه أو توجيه مجهوده إلى عمل آخر حتى ولو فى وقت الفراغ، فالاحتراف أن تعطى بقدر ما تأخذ، وما دمت ارتضيت المبلغ فعليك أن تلتزم وتُخلِص فى العطاء، أما أن تشغل نفسك بسبوبة هنا وسبوبة هناك، فهذا ما أراه عدم احترام لنفسك وللعقد قبل أن يكون اغتصابا لحقوق نادى الزمالك، أما وإن إدارة الزمالك أضعف من أن تحاسبك أو تراجعك فعليك أنت أن تحاسب نفسك وتراجعها قبل أن يراجعك الآخرون، خصوصا أن المبلغ الذى تتقاضاه كبير، ويوفّر لك حياة كريمة، ولا تحتاج مثل الموظفين أو العمال أو فئات أخرى كثيرة إلى عمل ثانٍ لزيادة دخلها لمواجهة أعباء الحياة.ثانيًا- أنا مؤمن بالعبارة التى تقول «إذا كان ربُّ البيت بالدُّف ضاربًا.. فشيمة أهل البيت الرقص» فكيف لك أن تطلب من اللاعبين الالتزام بمواعيد التدريب وعدم التأخير أو الغياب إلا لظروف طارئة، بينما المدرب هو أول من يخرق المواعيد ويغيب عن التدريبات ليظهر على شاشات الفضائيات محللاً للمباريات؟ وهنا يأتى السؤال: كيف لك أن تلوم شيكابالا لغيابه عن التدريبات وتعاقب لاعبين آخرين للتأخير، بينما أنت نفسك لا تواظب على حضور المران وتغيب عنه إذا تعارض موعده مع موعد السبوبة؟لقد انتقدت هنا شيكابالا ووصفته بالمزاجنجى يغيب عن المران إذا استيقظ من نومه ومزاجه سيئ، أما وإن مدربه يفعل ذلك فلا لوم على اللاعب بل إن عذره فى نظرى أوْجَه من عذر المدرب.ثالثًا- ظهور أى مدرب للتحليل فى الفضائيات وهو مرتبط بعقد عمل مع أحد الأندية فيه اختراق لمبدأ الشفافية والحياد الإعلامى وتسخير الوسيلة الإعلامية للمصالح الشخصية، فحسن شحاتة مهما حاول لن يكون أمينًا فى انتقاد اللاعب إذا كان يريد أن التعاقد معه فى النادى، وربما يجامله فى وقت يقسو فيه على لاعب آخر رفض أن ينضم إلى الزمالك، ناهيك بحرج موقفه فى تقييم لاعبى الزمالك خلال مباريات المنتخب فإن عاتبهم وقال الحق فى أدائهم لو كان سيئًا فسوف ينقلبون عليه، ويتقاعسون فى أداء واجبهم مع النادى وهو ضرر غير مباشر يقع على فريق الزمالك الذى يدفع ثمن خطأ شحاتة ورغبته المحمومة للتكويش على كل الدنيا.. التدريب والفضائيات والفلوس والنجومية وتوريثها لابنه من بعده