حسن المستكاوي يكتب : الثعبان الذى لدغ الزمالك

9 يوليو 2012 الساعة 12:11 مساء

●● لم يتغير شىء. وهو شىء فى الجذور وفى الشخصية. نعم هناك إنجازات وانتصارات وبطولات. لكن كيف يكون فى يدنا انتصار ونهدره.. فرقنا تستحق الفوز برسالة دكتوراه عنوانها: كيف تهدر فوزا فى يدك؟
 
●● قبل السفر إلى إيطاليا للمشاركة فى المونديال كتبت الصحف الصادرة فى القاهرة فى صيف 1934 تشجع الفريق واللاعبين والاتحاد، وقالت: «سلاحكم قوة الإيمان ويقين أفراد الفريق. إنها مسئولية الشباب من أبناء النيل وسلالة الفراعنة. اليوم تعقد الأمة آمالها فى شبابها، وتذكروا أن عيون أربعة عشر مليونا تتطلع إلى النتيجة».
 
●● ألا ترون أننا مازلنا نستخدم نفس اللغة، بنفس الكلمات. وكنت أظن أن لقب الفراعنة الذى يطلق على المنتخب جديد، وإذا به قديم قدم منقرع..
 
لم يتغير شىء.. وهذا دليل آخر على أنه لم يتغير شىء!
 
●● « اللاعب المصرى لاعب ماهر بلا جدال. ولكنه لا يعيش طويلا فى عالم الحياة الفنية (حياة الملعب والميدان): حب، وسهر وغرام. وهذه هى العوامل التى تحيط بلاعبنا المصرى. أما الهواء الطلق والنوم المبكر وقواعد الفن فى تقوية العضلات فهى مهملة كل الإهمال. وأكثر اللاعبين المصريين يزحمون بطونهم بمختلف الأصناف قبل اللعب. وإذا برزوا فى الميدان عجز الواحد منهم عن حمل نفسه ومافى بطنه فلايلبث أن يصبح بطىء الحركة. عسير التنفس ولا يلبث أن يصيبه الإعياء والتعب فيفقد المعركة!».
 
●● هذه الكلمات مجرد فقرة فى مقال رياضى كتبه الصحفى الكبير فكرى أباظة عام 1925 فى مجلة عالم الرياضة البدنية.. وكانت الكلمات بلغة الزمن لكنها تصلح لهذا الزمن.. وكدت أسمعها وأنا أشاهد مباراة الزمالك مع تشيلسى الغانى. فالزمالك كان متقدما بهدفين، ثم دخل مرماه هدف. وظل الزمالك متقدما بهدفين مقابل هدف، فدخل مرماه هدف. ورضينا بالتعادل، ورضى به الزمالك، فإذا بالتعادل لا يرضى بنا ولا بالزمالك، فدخل مرماه الهدف الثالث. وهى مرة من المرات النادرة التى يلدغ فيها مؤمن من نفس الجحر ثلاث مرات. فاللاعب الذى سجل أهداف تشيلسى كان واحدا.. إيمانويل أوتوكوى كلوتى، كأنه ثعبان يقيم فى الجحر الذى يحرسه دفاع الزمالك.. والاسم هنا ثلاثى كى يتذكره دفاع الأهلى هو الآخر فلا يلدغ ابن عم المؤمن من نفس الجحر..!
 
●● كلمات الأستاذ فكرى أباظة التى كتبها عام 1925.. تصلح لأن تكون مقطعا من الوصف التفصيلى لمباراة الزمالك مع تشيلسى، وهو بعكس تشيلسى الأصلى يلعب مهاجما ولا يدافع، يفتح دفاعه ولا يغلقه، يلعب بفطرة ولا يلعب بدهاء، يلعب بشجاعة، ولا يلعب بحذر.. أما الزمالك فما فيه موجود فى كل فريق. تنقصة السرعة والتغطية الجيدة، والتركيز الدائم، وقيام الوسط بمهام خط الدفاع الأول. واستغلال الفرص التى تتاح. والواقع أن الخسارة من تشيلسى أغضبتنا. لأنها ليست مرحلة ذهاب وعودة. وإنما دورى بنقاط. وكان الزمالك قادرا على العودة بثلاث نقاط أو بنقطة، ولكنه عاد بخفى حنين.. وحنين بخفيه أصبح ماركة مصرية مسجلة.. لعلنا ننجح يوما فى تصديرهما إلى أوروبا والدول المتقدمة.. يمكن يتأخروا؟!

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة