أسامة خليل يكتب : الزمالك المفلس والمعلم الفَلَسَنْجِى
9 يوليو 2012 الساعة 12:12 مساء
لم أجد وصفا لطيفا ومهذبا وكاظما للغيظ والضيق على شكل وأداء ومظهر وهزيمة الزمالك فى مباراته أمام تشيلسى الغانى فى أول لقاءاته بدورى المجموعات فى البطولة الإفريقية سوى أنه فريق مفلس بدنيًّا وفنيًّا ومعنويًّا، ومدرب، مع كامل احترامى وتقديرى لتاريخه واعتزازى الشخصى به، إلا أنه لا يختلف عن لاعبيه فى هذه المباراة، وكان هو الآخر مفلسًا فى الإدارة الفنية والقراءة والتغيير وضبط حركة الملعب وإغلاق الشوارع المفتوحة على جانبيه ووسطه وداخل عمقه الدفاعى وحارس مرماه.
بادئ ذى بدء لا أريد أن أسمع الأعذار الخايبة من أنها المباراة الأولى للفريق بعد طول غياب واللقاء الافتتاحى فى الموسم أو غياب اللياقة البدنية والذهنية للاعبين بسبب توقف المسابقات المحلية أو أن حالتهم النفسية سيئة للظروف السياسية المضطربة وانشغالهم فى متابعة الأحداث المتوترة أو قلقهم من تحول دفة الدولة من المدنية إلى الدينية على يد الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وهم كما تعلمون ليبراليون، وهذا الأمر يحز فى نفوسهم الرقيقة.. فكل هذه الأعذار لا يليق ذكرها أو الاستناد إليها إما لأنها غير موجودة على الحقيقة، وإن وجدت فإنها لا تؤثر على فريق كرة.
ففى ما يخص الشأن السياسى، فإن الواقع عندنا الآن ليس أبعد من حوار مجتمعى بين الأطراف والقوى السياسية والأفكار للوصول إلى صيغة بناء دولة حديثة تستوعب أهلنا وعشيرتنا (على حد قول مرسى) بمختلف أطيافهم الفكرية والسياسية والدينية، وهو حوار حتى إن طال أمده، لم ولن يصل إلى العنف أو الصراع الدموى، كما حدث مع دول كثيرة خلال ثوراتها وتحولاتها الكبيرة، وبالتالى ليس هناك ما يقلق مضاجع بهوات الكرة فى الزمالك أو يحرمهم من نومهم الهادئ فى فنادق ٥ نجوم، حيث أقيم معسكرهم الأخير أو تدريبهم وهم على بعد خطوات من منازلهم إلى جوار الأسرة والزوجة والأطفال، فحياتهم بكل المقاييس ما زالت ناعمة وهادئة، ومن ثم علينا استبعاد هذا العذر الذى سبق ودفع به إلينا الجهاز الفنى للمنتخب الأوليمبى فى تبرير هزائمه المهينة فى البطولة العربية، متجاهلا أن المنتخب الليبى الذى تعيش بلاده ظروفا بالغة القسوة وعاش لاعبوه الرعب وشاهدوا الدم فى الشوارع وصلوا إلى نهائى البطولة العربية، بينما خرج منتخبنا من الدور الأول، وهو يتدرب فى الإمارات وسويسرا والسعودية وأمريكا الجنوبية.
أما كلام الدلع عن توقف المسابقة، وغياب لياقة اللاعبين، وبداية الموسم، وغيرها من أعذار العجزة والفشلة والخايبين، فهذا لا يمكن أن يكون سببا للحالة البدنية الضعيفة والواهية التى ظهر عليه لاعبو الزمالك فى مباراة تشيلسى، وبالأخص فى الشوط الثانى، والذى غاب فيه الفريق بكامله، بما فيه الوعى، خصوصا إذا وضعنا فى الاعتبار أمرين: الأول أنها عودة للملاعب بعد طول غياب، ومن المفترض أنهم مشتاقون وجوْعَى للكرة والمنافسة والعطاء لكسر حالة الجمود الكروى التى عشناها منذ كارثة استاد بورسعيد، وهو دافع كفيل بأن يطلق الطاقة الكامنة فى الإنسان الطبيعى ويفرز قدرات إضافية تزيد من قدراته البدنية الخاملة أما وإنه لم يحدث مع الزمالك، فذلك لارتفاع نسبة الكسل والبلادة فى دم اللاعبين الذين لم يكن مطلوبا منهم للحفاظ على التقدم مرتين (١-صفر، ثم٢-١) سوى الجرى خلف الكرة وتطفيشها (حتى التطفيش لعبة عجزوا عن فعلها).
الأمر الثانى: لم يكن فريق تشيلسى هو المرعب أو المرهب فإمكانياته عادية وسرعات لاعبيه فى المتوسط الطبيعى ودفاعه وحارس مرماه ووسطه الدفاعى لا يقل عنه سوءًا وضعفًا سوى نظيره فى فريق الزمالك وإن تميز الفريق الغانى بالأداء البدنى الثابت طوال شوطى المباراة.
وإذا كنت أرى أن حسن شحاتة له كل الحق فى الغضب من لاعبيه، فلم يكن هناك داع لسبّهم (إذا كان ما رأيته على الشاشة سبًّا وأتمنى غير ذلك)، وعليه تحمّل الجزء الأساسى من المسؤولية فى الهزيمة الثقيلة، حيث كان بطيئا فى غلق المنفذ المفتوح من الجهة اليسرى وعلاج أخطاء لاعبى خط الوسط الدفاعى إبراهيم صلاح والكاميرونى أليكسس (الأسوأ فى المباراة)، ولم يملك المعلم فى ربع الساعة الأخير فعل شىء أمام الانهيار البدنى للاعبين وهو خطأ فى الجرعات التدريبية من الأساس (بالمناسبة مين مدرب الأحمال فى الزمالك؟).
أما الكابتن عبد الواحد السيد فهو يستحق أن نفرد له مساحة واسعة عن أدائه الفذ وأهدافه الملعوبة فى مرماه التى توازى المساحة التى شغلها بالصحف والفضائيات طوال عام كامل فاوض فيها الزمالك على التجديد، ليفّعله ويوقّع قبل ساعات من اللقاء ويا ليته ما وقّع