أسامة خليل يكتب : عبد الواحد وإكرامى ناس تحرق الدم
10 يوليو 2012 الساعة 12:19 مساء
تذهب سنوات وتأتى سنوات وتتغير الأحوال وتتبدل الحياة، وما زالت أزمة حراسة المرمى فى الأهلى والزمالك كما هى.. مجهود فريق ولاعبين وجهاز فنى وتعب ٩٠ دقيقة كاملة يلهث فيها الفريقان لتحقيق الفوز، وعندما يأتى بطلوع الروح يضيع بخطأ ساذج على يد حارس مرمى تائه أو سرحان أو محدود الإمكانيات.ففى مباراة أول من أمس وبعد أن عادت الروح للملاعب وشاهدنا فريق الأهلى يحاول استرجاع عافيته ومستواه، وذاكرة لعب الكرة فى بداية مشواره بدورى المجموعات فى البطولة الإفريقية أمام فريق مازيمبى الكونغولى القوى والعنيف والسريع، وبعد أن شق الطريق وتقدم بهدف مستحق لعماد متعب، وكان الأقرب إلى الإضافة وقبل نهاية المباراة بأربع دقائق، فاجأنا شريف إكرامى بخطأ من الأخطاء التى تصيبك بجلطة فى القلب ليحبط مجهود فريق بيقول بسم الله، ويكمد قلب جماهير تتشوق للحظة فرح لم يبخل بها علينا المولى عز وجل على يد جدو محرزا هدف الفوز، من جملة كروية أوروبية اخترق بها سيد معوض دفاع مازيمبى ومررها لعبد الله السعيد على حدود المنطقة، ليعيدها بوشّ قدمه الخارجى داخل المنطقة ليمررها بالقرب من نقطة الجزاء لجدو، الذى أتحفنا بوضعها على يسار الحرس الماردى (حيث يشبه فى شكله مارد مصباح علاء الدين)، واضعا هدفا قاتلا فى الوقت بدل الضائع.وإذا كان شريف إكرامى وجد من يصحح خطأه ويدارى عيوبه ويرفع من على رقبته سكين النقد والنقمة والغيظ، فإن عبد الواحد السيد لم يجد من ينجيه من أخطاء مباراة فريق تشيلسى الغانى وتسببه فى هزيمة فريقه، فكما تعلمون أن الزمالك فريق عاجز ومفلس وإحراز الهدف بالنسبة إليه مثل إحراز بطولة، وفى كل مرة كان يتقدم بمجهود اللاعب البوركينى سيسيه وعبقريته فى الوجود بالمكان المناسب وفى التوقيت المناسب، وقيامه بالتصرف النموذجى كان عبد الواحد السيد يرد عليه بالوقوف فى المكان الخاطئ والتوقيت الخاطئ والتصرف الكارثى، الذى يكلف فريقه هدفا (ملحوظة ليس معنى أن عبد الواحد أنقذ كرة أو اثنتين أن نغفر له خطأه، فهذا هو دور حارس المرمى وواجبه ولا يمن علينا بكرمه فى التصدى للهجمات)، ولكن عندما خرج سيسيه وبين شوطى المباراة والزمالك متقدم بهدفين مقابل هدف، لم يجد الفريق من يعوض التعادل ويمحو آثار أخطاء عبد الواحد ودفاع الفريق، حتى وصلنا للهزيمة المستحقة للفريق المفلس.وبمناسبة عبد الواحد السيد، هناك كلمتين واقفين فى زور القلم بعد أن قرر التجديد للزمالك قبل يومين فقط من السفر إلى غانا، فاللاعب ظل طوال عام كامل يماطل الزمالك ويرفض التجديد لحين حصوله على مستحقاته المتأخرة (وهذا حقه)، وتقديره ماديا بالشكل الذى يليق بمستواه فى العقد الجديد، وخلال هذه الفترة دخل وكيل اللاعب فى مفاوضات مع الأهلى وعرض عليهم رسميا التعاقد معه، ولكن الأهلى الذى يعانى من أزمة فى حراسة المرمى رفض التفاوض معه بسبب كبر سنه وكثرة إصاباته ومستواه العادى، فانصرف إلى وادى دجلة ثم الاتحاد السكندرى وباءت المحاولات بالفشل، ورغم ذلك ظل يماطل فى التجديد حتى أعلن الزمالك عن استعارته حارس المنتخبين الأول والأوليمبى والنادى المصرى أحمد الشناوى لمدة عام، لنفاجأ بحارسنا العملاق الذى أذاق ناديه الأمرين، وكان عصيانه حديث الصحافة والفضائيات فى فترة الجمود الكروى والفقر الخبرى يخرج علينا معلنا موافقته على التجديد للزمالك ولا يكتفى بذلك، بل يتحفنا بقصيدة عن حبه وولائه وانتمائه وعشقه للقلعة البيضاء، وأنه لم يفكر للحظة فى أن ينفصل عن حبه الأول والأخير، ناسيا مفاوضاته مع الأهلى والأندية الأخرى ومتجاهلا أنه سيحصل على ٣ ملايين جنيه خالصة مخلصة، دون نسبة مشاركة فى الموسم الأول وتزيد ربع مليون فى الثانى وتصل إلى ٣.٥ مليون جنيه فى الموسم الثالث، وهو مبلغ خيالى لا أعلم من هو المسؤول المتهور الذى وافق عليه فى ظل الأزمة المالية التى يمر به النادى، ولكن نقول إيه رزق عبد الواحد على عباس!!