أسامة خليل يكتب : منشطات الزمالك وشيزوفرينيا عباس
26 سبتمبر 2012 الساعة 1:01 مساء
إنهم يحرقون، يدمرون يخربون يخسفون بنادى الزمالك الأرض.. هذا أقل ما يمكن أن يقال أو يوصف لما يفعله مجلس إدارة الزمالك بالنادى.
فبعد أن ارتضت الجماهير بالخسارة والإهانة والمرمطة الإفريقية والمحلية والنفسية والمعنوية، لم يبق إلا التشهير والإجهاز على البقية الباقية واتهام اللاعبين بتعاطى المنشطات والمخدرات، حتى لا تقوم لهم قائمة لعشر سنوات قادمة، فالكابتن إسماعيل يوسف المدرب العام للفريق فى أيام الوكسة الأخيرة لم يرض أن يخرج بهدوء واحترام، وبدلًا من أن يحاسب نفسه على أخطائه ويحمد ربه أنه لم يجد مَن يحاسبه عن المرحلة المطيّنة بطين التى كان عضوًا أساسيًّا ولاعبًا محوريًّا فى كل مشكلاتها، خرج يلقى بالاتهامات ويقذف اللعنات على اللاعبين، ويصرّح أن بعضهم يتعاطى عقاقير منشطة، وهو كلام كارثى تطير فيه رقاب وتستقيل فيه إدارات ويُحبس بسببه أطباء ويُشطب (إن ثبت) لاعبون، وقد وقع بفعلته هذه فى خطأين،
الأول فى حق نفسه، فلم يعد بعدها مدربًا جديرًا بالثقة، ما دام أنه لا يلتزم بأدبيات وأخلاقيات مهنته التى كانت توجب عليه التصرف بالعقاب والاستبعاد لأى لاعب فى الفريق تثبت عليه التهمة، لأن وجود لاعب من هذا النوع يمكن أن يدمّر مجهود فريق بكامله، ويشوّه سمعة الجهاز الفنى والطبى واللاعبين، ولكن صمته طوال هذه الفترة وعدم تدخّله يعنى رضاه عن هذا السلوك غير الأخلاقى، أما الخطأ الثانى فهو فى حق الفريق الذى يدربه والنادى الذى أعطاه الثقة بإفشائه أسرار اللاعبين ووضعهم موضع الشبهات، فأى لاعب يبرز ويظهر عليه النشاط واللياقة البدنية العالية يكون موضع شك، وأى فوز يحققه الفريق هو نصر مشبوه، وكيف لنا أن نصدق غير ذلك، ومدرب الفريق يقول إن اللاعبين يتعاطون العقاقير المنشطة.
إلا أن مصيبة الزمالك ليست فقط فى مدرب خان الأمانة، ولكن فى إدارة لم تتحرك للتحقيق فى هذه الاتهامات إكرامًا لشقيقه إبراهيم يوسف عضو مجلس الإدارة، أو ربما خوفًا من إفشاء المدرب أسرارًا أخرى عن عمولات وسمسرة متورط فيها أعضاء مجلس إدارة، فكل الاحتمالات مفتوحة ومباحة ما دامت الإدارة لم تتحرك «لو حدث هذا الموقف فى الأهلى لاستُبعد المدرب نهائيًّا عن العمل مع النادى مدى الحياة، والأمثلة كثيرة».
إنك فى الزمالك أمام حالة اختلال وخبل وهطل إدارى وصلت إلى درجة أن الرجل المسؤول عن كل هذا التسيب والانهيار والمسخرة يحدّثك عن القيم والمبادئ ويصدر بيانًا يدين فيه إضراب فريق الكرة الطائرة عن التدريب واللعب بسبب تأخر مستحقاتهم عامًا كاملًا رغم النتائج الرائعة التى حققها الفريق بفوزه بالبطولة الإفريقية فى تونس وصعوده للمشاركة فى بطولة كأس العالم للأندية فى قطر أكتوبر القادم، وبدلًا من مكافأتهم ودعمهم وشكرهم على كسرهم حالة القحط التى يعيشها النادى فى أغلب الألعاب، يخرج عباس مهددًا ومتوعدًا بالعقاب، قائلًا «لا وجود للمتمردين فى النادى بعد اليوم، سواء كانوا فى الطائرة أو غيرها من الألعاب الجماعية والفردية. إن مجلس الإدارة لن يخضع أبدًا لمحاولات الابتزاز أو الضغط مهما كان مصدرها، حتى إذا كلّفه الأمر الاعتذار عن عدم المشاركة فى كأس العالم للكرة الطائرة للأندية بالدوحة، لأن المبادئ تبقى أهم وأحق بالحفاظ عليها بعيدًا عن الأهداف والرؤى الأخرى..».. تصوّروا الفريق الوحيد الذى قام بواجبه وأدّى دوره وحقّق بطولة يعاقبه عباس من منطلق أنهم فريق نشاذ عن سيمفونية الفشل التى تعزفها باقى الفرق، والأدهى أنه لا يستحيى ويحدثنا عن المبادئ التى اخترقها لاعبو الفريق، لأنهم فازوا ببطولة وطلبوا مستحقاتهم، فالفوز عند عباس جريمة تستوجب الخصم والعقاب،
بينما الفريق الذى يخسر كل بطولاته، ولاعبوه يتعاطون العقاقير المنشطة، ونجومه يتعدون بالقول والفعل ويهاجمون النادى فى الإعلام، ويشتكون الإدارة فى اتحاد الكرة، يدلّلهم ويراضيهم، ويبكى تحت أقدامهم حتى لا يتركوا النادى.. اللهم صبِّرنا على بلوتنا فى شيزوفرينيا عباس!
المصدر: صحيفة التحرير