حسن المستكاوي يكتب: ماذا تغيير في الزمالك؟
11 فبراير 2013 الساعة 10:20 صباحا
نجوم مباراة الزمالك والشرطة، هم بالترتيب: محمد حلمى مدرب الشرطة، وخالد قمر وماجد أنوش وسعيد كمال مهاجمى الشرطة، وأحمد عيد عبد الملك وعمر جابر ومحمد إبراهيم من الزمالك. ارتفاع مستوى المباراة يرفع من عدد نجومها. وقد كان مهاجمو الشرطة مثل العفاريت، والعياذ بالله، يظهرون فجأة، ويجرون بسرعة، ويقتحمون بقوة. ثم يختفون ويتراجعون، ويشكلون خط الدفاع الأول بالضغط المتقدم. وكان الزمالك كله فى الشوط يلعب كرة جماعية مميزة وسريعة. يتبادل لاعبوه الكرة بتمريرات قصيرة، ويمتلك جبهات هجومية يسارية ويمينية وثالثة من القلب. كما شكل عيد عبد الملك مع عمر جابر «دويتو» أرهق دفاع الشرطة. ••ماذا تغير فى الزمالك حتى الآن؟ الفريق يلعب بجماعية أفضل مما كان يلعب من قبل، أو ربما غابت عنه تلك الجماعية من قبل. لأن الفريق كله كان يدور فى فلك شيكابالا النجم الموهوب الذى لا يختلف على موهبته اثنان. لكنها موهبة لم تخدم الجماعية. وهى ليست مسئولية اللاعب، ولكنها مهمة المدرب. هكذا مثلا فعل جوزيه مع ابوتريكة ومن بعده البدرى. كيف توظف موهبة فرد من أجل الجماعة؟ كان شيكابالا محطة دائمة لهجمات الزمالك، فتتعطل الهجمات أو تقف قليلا، بينما الآن يمضى الفريق مهاجما بستة أو بسبعة لاعبين وبإيقاع سريع. وهذا لا يعنى أن الزمالك لا يحتاج شيكابالا، وإنما هو يحتاج من يوظف مهارة اللاعب لمصلحة الفريق. ••الشوط الأول من المباراة كان أكثر إثارة من الثانى، لأن الصراع كان متبادلا وبين أسلوبين مختلفين، وهو ما أضفى متعة أكبر، فالزمالك يهاجم بكتلة واحدة، وبخطوط متقاربة، وبتمرير قصير، يحكمه مهارات لاعبيه. بينما الشرطة يرد بكرات طويلة وبسرعات عالية، من لاعبيه العدائين، وعبر تمريرات تنقل اللعب فورا إلى الطرف الآخر. وكانت أرض الصراع مفتوحة ومساحتها كبيرة. •• فى الشوط الثانى غير الشرطة أسلوبه. جعل المساحات ضيقة، وقام ببناء حائطين (ما هى حكاية حوائط الشرطة التى انتشرت فى شوارعنا وملاعبنا ؟!). الحائط الأول بوسط الملعب، والثانى أمام الصندوق، (الصندوق هنا يمكنك أن تعتبره مجلس الشورى، أو وزارة الداخلية ).. فكافح اللاعبون بقوة حفاظا على هيبة الحارس، ودفاعا عن شرعية التعادل، لكن كله كان بالقانون وبقواعد اللعبة. تغيرت الشرطة. عفوا تغير فريق الشرطة.. فيما أصاب الإنهاك لاعبى الزمالك، وأصابهم الكسل، وتحركوا حين كان قطار المباراة يغادر المحطة. مازال المصرى ينتظر ما قبل المغادرة كى يتحرك. إنه يفعل ذلك مع القطار، ومع الطائرة، ومع العاصفة، ومع الكارثة. •• يبقى أن تقليد مصافحة لاعبى الفريقين عقب نهاية المباراة خطوة جيدة ومهمة، لعلها تستمر، كما أنى عندما شاهدت قميص الزمالك الجديد تعجبت من «عرض الأزياء الذى يمارسه الفريق».. مرة أسود، ومرة فضى، ومرة فوشيا.. لكنى فى النهاية كتبت كلمة البهجة تعبيرا عن انعكاس لون القميص والأداء فى نفسى.. شكرا للفريقين، وشكرا لكرة القدم التى جعلتنا ننسى بعض الوقت ما نحن فيه.
المصدر: الشروق