حسن المستكاوي يكتب : الزمالك .. في ديزني لاند!!
19 فبراير 2013 الساعة 11:37 صباحا
●● جديد الزمالك هذا الموسم أنه يهاجم أولا وثانيا وثالثا. وهذا يكلفه رابعا فى الدفاع. وهى مهمة فريق وليست الخط الأخير وحده. ولاشك أن الفوز على جازيللى التشادى كان كبيرا، والجمهور كان سعيدا، والمنافس كان صغيرا. وهذا الفوز ليس مقياسا، وهو ما عبر عنه فييرا المدير الفنى للفريق حين قال للاعبين : منافسكم لم يكن قويا. بينما قال رئيس بعثة جازيللى ساخرا: أعتقد أننا سوف نخسر على ملعبنا بثمانية أهداف..؟ ●● مباراة الزمالك والأهداف السبعة.. بدت لى مثل رائعة والت ديزنى الأميرة والأقزام السبعة. شىء فيه من الخيال ومن المرح والطفولة الكثير. والطفل لم يكن المشاهد وإنما اللاعب.. لاعب الزمالك الذى يصول ويجول.. (أعتقد أن الفعل هنا من جول) ويمرح، ويخطف، ويجرى بالكرة ويجرى من دون الكرة. ويفعل ذلك بضحكة طفولية خارجة من القلب. بينما فريق جازيللى كله، يجرى خلف كل لاعبى الزمالك، ويجرى خلف الكرة، ويجرى خوفا من الكرة، خصوصا حين يصيح أحد مدافعيه محذرا: هجوووووم..! ●● لم يكن الزمالك هو بطل المباراة وحده. فلا يوجد عمل فنى يحرك البهجة فى النفوس بنجم واحد أو بطل واحد (هذا تحذير لأحمد حلمى ودرس لم يتعلمه محمد سعد). ففريق جازيللى بدوره كان باعثا للبهجة أيضا. فقد بدأ المباراة مدعيا الصلابة وهو هش، وموحيا بالقوة، وهو ضعيف، ملوحا بسيف عنتر، وهو يحمل إيشارب عبلة. وكانت النتيجة سبعة أهداف منوعة، وتدريبية، مارس فيها لاعبو الزمالك حصة فى كيفية التسجيل من الوضع راقدا، ومن الوضع طائرا، ومن المسافات القصيرة ومن المسافات الطويلة، والحصة شملت المهاجمين والمدافعين ولاعبى الوسط.. وإزاء هذا العرض أخذ الجمهور يهتف للمدرسة..(شىء طيب أن نرى هذه الأيام من يهتف لمدرسة).. ●● الفوز الكبير ليس مقياسا بالطبع. لكن الأهداف حلوة. وفرحة الجمهور أحلى. وقد كان أداء شباب المشجعين جيدا معظم الوقت باستثناء لحظات أصيبت فيها الأذن بصوت سباب. من غير سبب؟! ●● إن كرة القدم فى أشد الحاجة إلى جماهيرها. وانتم غيرتم من صور التشجيع القديمة.. وعليكم جميعا رفع رايات نبيلة، فى مقدمتها راية الروح الرياضية.. ثم لماذا حطمت مقاعد الاستاد؟ أعرف أن النصائح لا ينصت إليها أحد. لكن المأساة التى وقعت فى الأول من فبراير الماضى يجب أن نستمد منها نقطة ضوء من أجل المستقبل. و.. أنتم المستقبل. فلا تفسدوا مستقبلكم. ●● فى هذا السياق أيضا: قرأت أن ألتراس الأهلى ينفون الاعتداء على أوتوبيس فريق الرباط والأنوار.. وأرجو أن يكون النفى واضحا وصريحا ومعلنا بقوة، حتى لا تشتعل جذوة الاحتقان بين المصريين.. ولأن ما وقع فى نادى الصيد كان جريمة، والجريمة جريمة، سواء كانت ضربا أو قتلا. ولكل جريمة عقابها.. يجب أن يكون لها عقابها.. إن كان هناك قانون.. القانون هو ما ينظم العلاقة بين الناس وبين الناس، وبين الناس وبين المجتمع، وبين الناس وبين الدولة.. يبقى السؤال: فين الدولة؟