محمود معروف يكتب: مجدي قطب عاشق الزمالك .. وداعاً
13 ابريل 2015 الساعة 10:44 صباحا
كنت أستعد لكتابة المقال عن عيد شم النسيم.. عيد كل المصريين.. عيد الزهور والألوان الجميلة والأشجار الخضراء والطيور السابحة في الفضاء.. والفراشة التي تطير بين الأغصان لتشارك في الفرحة والبهجة.. عيد الربيع الذي غني فيه فريد الأطرش أجمل أغانيه "أدي الربيع عاد من تاني" للشاعر مأمون الشناوي وأبدعت فيه الراحلة سعاد حسني من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل "الدنيا ربيع والجو بديع.. قفل لي علي كل المواضيع.. قفل.. قفل" وغنت اسمهان "يا بدع الورد.. يا جمال الورد" وغيرهم وغيرهم!! لكنني صدمت صدمة كبري وأنا أقرأ علي الصفحة الأولي "بالجمهورية" وداعا مجدي قطب.. يااااه.. يا له من خبر محزن.. خبر سييء.. يا الله لطفك يا رب. اللهم لا اعتراض.. لا رد لقضاء الله.. لكل أجل كتاب.. لكنه الفراق صعب.. الحزن علي الحبيب شديد.. فقد تعودت منذ ثلاثين عاما أن أدخل قسم الترجمة فأجد مجدي قطب منهمكاً في ترجمة البرقيات الواردة من وكالات الأنباء العالمية المعروفة صحفياً باسم "التيكرز".. أجده مهتماً ومهموماً بالأحداث العالمية وما يقال عن مصر في صحف ووكالات أنباء العالم. أو أجده في إحدي طرقات الجريدة مبتسما ويبادرني بقوله "شفت العيال بتوع الزمالك عملوا ايه امبارح.. مش هتشوف أحلي من كورة الزمالك.. بس شفت الحكم وحامل الراية ظلمونا إزاي". أو يقول "شفت بتوع اتحاد الكورة.. شفت بتوع الاتحاد الافريقي.. شفت.. شفت؟!" رحم الله مجدي قطب كان يعشق الزمالك عشقه لبيته.. يرتب إجازته في الجريدة يوم مباريات منتخب مصر أو الزمالك حتي لو أدي الأمر أن يعمل سبعة أيام في الأسبوع بلا إجازات. كنت أراه في مكتبه يترجم ويكتب أو أراه في الطرقة ذاهبا إلي رئيس التحرير أو إلي الديسك أو لتسليم الصفحة الخارجية أو أراه في الحمام يتوضأ فهو حريص علي أداء فريضة الصلاة في موعدها. كان يتمتع بحب الناس جميعا في مؤسسة دار التحرير.. ولهذا فرحوا جميعا يوم تم اختياره رئيسا لتحرير جريدة "ذا إجيبشيان جازيت" وجريدة "ذا إجيبشيان ميل" فهو كفاءة ممتازة ويتمتع بخلق رفيع. أحيانا كثيرة كنت أقابل مجدي قطب في مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو.. كان لي برنامج يومي بإذاعة الشرق الأوسط تقدمه المذيعة المبدعة المتألقة صديقة حياتي وزميلتها المذيعة القديرة إيناس جوهر التي أصبحت رئيساً للإذاعة فيما بعد. كنت أقابله في أحد استوديوهات الإذاعة بالدور الرابع أو الدور السابع يترجم ويقدم برنامجا أو ضيفا في معظم البرامج الإخبارية.. كان موسوعة علمية عبقرية. لقد غاب مجدي قطب منذ فترة.. لم أعد أراه سألت عنه فقال لي أحد الزملاء انه مريض منذ فترة وكل ما يسأل عنه في مرضه "هو الجرنال عامل إيه.. إيه أخبار الزملاء المرضي فلان وفلان وفلان؟ إيه أخبار نادي الزمالك؟" ثم أوصي ابنه حسام انه لو توفي يقام له عزاء في قريته العدلية مركز بلبيس شرقية وسط ناسه وأهله وعزاء آخر في مسجد الحامدية الشاذلية وهو جزء من نادي الزمالك تبرع بها المجلس لإقامة هذا المسجد.. قال رحمة الله عليه.. سأكون سعيداً أن يكون عزائي في نادي الزمالك الذي أحبه وأعشقه. رحم الله صديق العمر.. حبيب العمر.. مجدي قطب أسكنه الله فسيح جناته وغفر له ذنوبه وألهم ذويه وأسرته والسيدة الفاضلة زوجته وابنه حسام وابنته دنيا وشقيقه محمد عباس وكل عائلته وأهل قرية العدلية التي أنجبت هذا الإنسان الطيب.. المهذب.. الخلوق.. المحترم.. المرحوم مجدي قطب!! الصبر والسلوان.
المصدر: الجمهورية