ياسر أيوب يكتب: عامل النظافة الذى فضحنا كلنا
1 اغسطس 2015 الساعة 10:24 صباحا
واضح أن زماننا سيتوقف بنا كثيرا وطويلا أمام فوز الزمالك بدورى كرة القدم لهذا الموسم.. وستطول بسببه وتستمر خلافاتنا وحروبنا وسباقات التعليقات والسخرية والاتهامات وتبادل الشتائم والإهانات.. واضح أيضا أنه مع كل يوم جديد لا تنقص أعمارنا يوماً، وإنما تزداد حماقتنا وسذاجتنا أياماً.. وبهذه المناسبة أود تقديم الشكر العميق لأول من التقط ونشر عبر صفحات التواصل الاجتماعى صورة عامل النظافة الذى حمل درع الدورى وخرج به من الأهلى لينقله إلى اتحاد الكرة.. فصاحب تلك الصورة، الذى لا أعرفه، أكد من جديد أننا أصبحنا مجتمعا يسهل خداعه والتلاعب بأفكاره ومشاعره، حيث لا أحد يفكر أو يسأل ويتقصى أى حقيقة قبل الاندفاع فى الهجوم والدفاع والسخرية والإهانة.. وجاءت هذه الصورة بعد صورة أخرى نشرها أحدهم عن نفق تحت الماء فى هولندا باعتباره مشروعا جديدا أقامته القوات المسلحة تحت ترعة الإسماعيلية وسيتم افتتاحه بمناسبة احتفالات القناة الجديدة.. وصورة أخرى للقطار المعلق فى كورنيش الإسكندرية.. وللأسف كان الناس على استعداد لتصديق أى شى وكل شىء..
وبالتالى كان من الطبيعى جدا أن يصدق الناس أن الأهلى بالفعل قرر إرسال درع الدورى لاتحاد الكرة بهذا الشكل وتلك الطريقة.. وما إن تم نشر هذه الصورة حتى بدأت معركة جديدة، حيث اعتبرها عشاق الزمالك إهانة مقصودة من الأهلى للزمالك.. وسقطة جديدة فاضحة ومدوية لنادى المبادئ والأخلاق.. وأن الأهلى أصر على الاستعانة بعامل النظافة ورفض إرسال الدرع للزمالك بطريقة لائقة وجميلة.. ولم يسكت كثيرون من عشاق الأهلى فى المقابل.. واعترف بعض هؤلاء ضمنياً بهذا الخطأ فقرروا الدفاع عن ناديهم بالتأكيد على أن هذا هو قدر الزمالك الحقيقى الذى لا يستحق أن يهديه الدرع إلا عامل نظافة.. وكان كثيرون ممن شاركوا فى حملة الهجوم أو الدفاع ممن شاركوا سابقا فى الهجوم على كل من قالوا إن ابن عامل النظافة لا يمكن أن يكون قاضيا.. وقال هؤلاء الكثيرون كلاما رومانسيا عن العدالة والمساواة وحقوق لابد أن ينالها كل الناس.. وتأتى صورة الدرع والتعليقات عليها لتكشف حقيقة هؤلاء الكثيرين وأنهم يتعاملون مع رجل النظافة بنفس عنصرية الآخرين..
وبالطبع لم يلتف أحد من هؤلاء للحقيقة نفسها، وهى أن الأهلى لم يقم بأى شىء ولم يهن أى أحد، وأنه ليس من المفترض إطلاقا أن يقوم الأهلى بتسليم الدرع للزمالك.. إنما اتحاد الكرة هو الذى يستعيد الدرع من حامل اللقب ليهديه للفائز الجديد.. ولم يستطع مندوب اتحاد الكرة حمل الدرع فتطوع هذا العامل للقيام بتلك المهمة، فكان جزاؤه هو كل هذه السخرية والإهانة من شعب لايزال يدعى التحضر والرقى والعراقة والبحث عن الحرية والمساواة والعدل.. بينما إذا جاءته أى فرصة يثبت على الفور أنه أبعد ما يكون عن احترام الآخرين وأقدارهم، وعن أى حرية أو عدل ومساواة.. وأنا هنا أود الاعتذار لهذا الإنسان والعامل البسيط الذى لم يكن يستحق كل ذلك.. وأؤكد له احترامى وشكرى على تطوعه للقيام بهذه المهمة.
المصدر : المصري اليوم