اسطورة الاهلي والزمالك!
11 نوفمبر 2015 الساعة 11:44 صباحا
ثمّة أساطير مازالت تحكم قبضتها، وتنشب مخالبها بعنف فى تلابيب العقل المصرى، ومع ذلك لا نسعى جديا لتغييرها، رغم ما جلبته علينا من كوارث ومشكلات. وبالنسبة لنا نحن المصريين هذه الأيام، تستطيع سيادتك الحديث عن مائة، بل مئات، من تلك الأساطير. لكن لضيق المساحة هنا سنكتفى بالإشارة إلى سبع منها فقط.
الأسطورة الأولى، هى أن أى مباراة فى كرة القدم- يكون أحد طرفيها الأهلى أو الزمالك- لابد أن يفوز فيها الأهلى أو الزمالك بالحق أو بالباطل. ليه؟ ما اعرفش! وانظر إن شئت إلى حال الأهلاوية عندما نجح فريق المقاصة قبل أيام فى الانتصار على الأهلى.. أو إلى الزملكاوية بعد تعادلهم مع أسوان، ونجاح الأسوانيين المجتهدين فى اقتناص نقطة منهم. عملوها محزنة يا معلم.. ولم يفكر أحد فى تهنئة الفائزين الذين بذلوا الجهد والعرق، وكادوا يأكلون النجيلة، فكافأهم الله جزاء اجتهادهم. إن علينا من الآن فصاعدا أن ندرك أن الفوز يأتى لمن يستحق.. وليس لأن الجمهور عاوز كده!
و الأسطورة الثانية، أن الشرطة يجب أن تكون فى خدمة الشعب. لأ يا سيدى.. إن المفروض أن تكون الشرطة فى خدمة العدالة الناجزة العمياء المجردة. ليه؟ لأن كل واحد منّا يتصور أنه هو صاحب الحق ويريد الحق لنفسه.. وبالتالى لابد من معيار صارم يحدد الحقوق بعيدا عن أهواء الناس المتقلبة. هذا المعيار هو (لامؤاخذة!) القانون. إن علينا أن نؤمن من الآن فصاعدا بأن الشرطة- وغيرها من مؤسسات الدولة- هى فى خدمة القانون.. والقانون وحده!
و الأسطورة الثالثة، أن المحليات وصل فيها الفساد إلى الركب، بل وإلى الأذقان.. بينما الحقيقة أن معظم قطاعاتنا طالها الفساد ولا يقتصر الفساد على المحليات فقط دون غيرها. يا سادة.. إن موظفى المحليات منّا ونحن منهم، ومثلما تكونون تكون محلياتكم. وعلينا من الآن فصاعدا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل المحليات هى التى أفسدتنا أم نحن الذين أفسدناها برغبتنا المتوحشة فى كسر أنف القانون لصالح منافعنا الخاصة؟
وأما الأسطورة الرابعة، فهى أن الحكومة هى المسئولة دائما عن مصائبنا، مع أن كثيرا من البلاوى- نحن أفراد الشعب!- المسئولون عنها. وعلى سبيل المثال؛ ثبت من كارثة الأمطار، التى أغرقت الإسكندريه مؤخرا، أن إلقاء المخلفات والقمامة وبقايا الهدم والبناء كان أحد أسباب سد البلاعات، فطفحت المياه فى وجوهنا. إن علينا من الآن فصاعدا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل نحن حقا متخلفون؟ نعم.. فهيا هيا نسقط أسطورة أن الحكومة مسئولة دائما عن تخلفنا، فالتخلف عندنا يا حضرات كدود المشّ (منّه فيه)!
و الأسطورة الخامسة، أن لدينا- فى إقليمنا هذا، فى زمننا هذا- أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. لا يا سيدنا.. أنت لا عندك أمة واحدة ولا حاجة.. بل عدة دول قطرية منفردة متنافرة مفككة يقاتل بعضها بعضا، ويبحث كل منها عن مصلحته الخاصة هو وحده، بل ويدهس الناس فيها الناس بعضهم بعضا بالسيارات- رايح جاى- بمنتهى الغل. إن تخلصنا من أكذوبة الأمة الواحدة تلك سيدفعنا إلى التفكير بطريقة جديدة بعيدا عن شعارات الحلم العربى الكاذب.. وليغضب القوميون العرب ما شاء لهم الغضب!
والأسطورة السادسة، هى أن التعليم فى مدارسنا (ماشى كويس)، ومن ثم يجب إغلاق «السناتر».. لا يا حبيبى.. مدارسنا ليست على مايرام؛ خاصة المدارس الحكومية فى الريف والصعيد. ولا يمكن لمدرسة بالفصل الواحد منها سبعون تلميذا، لا يجدون دورة مياه ولا مدرسين، أن تربى طفلا أو تعلم نشئا. وللعلم فإن اصطحاب البيه الدكتور المحافظ الكاميرات لتصوره وهو يقتحم السنتر لن يقدم ولن يؤخر.. إذ الواقع دائما أصدق أنباء من فلاشات الكاميرا!
و تبقى الأسطورة السابعة- والتى هى أسطورة الأساطير- وهى أن المصريين قوم متدينون بطبعهم، وتحت هذا العنوان الضخم نبرر كل خيباتنا وعجزنا وفشلنا، ثم نعلقها على شماعة الدين. لا يا سيدى.. إن الدين برىء من كسلك وتقاعسك وأنانيتك وانتهازيتك.. فالعب غيرها! طيب هل تريدون أن تكونوا متدينين حقا؟ إذن فلتراجعوا فورا تلك الأساطير، دون تلفيق أو نفاق أو أكاذيب.
بقلم: سمير الشحات
المصدر: الاهرام اليومي
و الأسطورة الثانية، أن الشرطة يجب أن تكون فى خدمة الشعب. لأ يا سيدى.. إن المفروض أن تكون الشرطة فى خدمة العدالة الناجزة العمياء المجردة. ليه؟ لأن كل واحد منّا يتصور أنه هو صاحب الحق ويريد الحق لنفسه.. وبالتالى لابد من معيار صارم يحدد الحقوق بعيدا عن أهواء الناس المتقلبة. هذا المعيار هو (لامؤاخذة!) القانون. إن علينا أن نؤمن من الآن فصاعدا بأن الشرطة- وغيرها من مؤسسات الدولة- هى فى خدمة القانون.. والقانون وحده!
و الأسطورة الثالثة، أن المحليات وصل فيها الفساد إلى الركب، بل وإلى الأذقان.. بينما الحقيقة أن معظم قطاعاتنا طالها الفساد ولا يقتصر الفساد على المحليات فقط دون غيرها. يا سادة.. إن موظفى المحليات منّا ونحن منهم، ومثلما تكونون تكون محلياتكم. وعلينا من الآن فصاعدا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل المحليات هى التى أفسدتنا أم نحن الذين أفسدناها برغبتنا المتوحشة فى كسر أنف القانون لصالح منافعنا الخاصة؟
وأما الأسطورة الرابعة، فهى أن الحكومة هى المسئولة دائما عن مصائبنا، مع أن كثيرا من البلاوى- نحن أفراد الشعب!- المسئولون عنها. وعلى سبيل المثال؛ ثبت من كارثة الأمطار، التى أغرقت الإسكندريه مؤخرا، أن إلقاء المخلفات والقمامة وبقايا الهدم والبناء كان أحد أسباب سد البلاعات، فطفحت المياه فى وجوهنا. إن علينا من الآن فصاعدا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل نحن حقا متخلفون؟ نعم.. فهيا هيا نسقط أسطورة أن الحكومة مسئولة دائما عن تخلفنا، فالتخلف عندنا يا حضرات كدود المشّ (منّه فيه)!
و الأسطورة الخامسة، أن لدينا- فى إقليمنا هذا، فى زمننا هذا- أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. لا يا سيدنا.. أنت لا عندك أمة واحدة ولا حاجة.. بل عدة دول قطرية منفردة متنافرة مفككة يقاتل بعضها بعضا، ويبحث كل منها عن مصلحته الخاصة هو وحده، بل ويدهس الناس فيها الناس بعضهم بعضا بالسيارات- رايح جاى- بمنتهى الغل. إن تخلصنا من أكذوبة الأمة الواحدة تلك سيدفعنا إلى التفكير بطريقة جديدة بعيدا عن شعارات الحلم العربى الكاذب.. وليغضب القوميون العرب ما شاء لهم الغضب!
والأسطورة السادسة، هى أن التعليم فى مدارسنا (ماشى كويس)، ومن ثم يجب إغلاق «السناتر».. لا يا حبيبى.. مدارسنا ليست على مايرام؛ خاصة المدارس الحكومية فى الريف والصعيد. ولا يمكن لمدرسة بالفصل الواحد منها سبعون تلميذا، لا يجدون دورة مياه ولا مدرسين، أن تربى طفلا أو تعلم نشئا. وللعلم فإن اصطحاب البيه الدكتور المحافظ الكاميرات لتصوره وهو يقتحم السنتر لن يقدم ولن يؤخر.. إذ الواقع دائما أصدق أنباء من فلاشات الكاميرا!
و تبقى الأسطورة السابعة- والتى هى أسطورة الأساطير- وهى أن المصريين قوم متدينون بطبعهم، وتحت هذا العنوان الضخم نبرر كل خيباتنا وعجزنا وفشلنا، ثم نعلقها على شماعة الدين. لا يا سيدى.. إن الدين برىء من كسلك وتقاعسك وأنانيتك وانتهازيتك.. فالعب غيرها! طيب هل تريدون أن تكونوا متدينين حقا؟ إذن فلتراجعوا فورا تلك الأساطير، دون تلفيق أو نفاق أو أكاذيب.
بقلم: سمير الشحات
المصدر: الاهرام اليومي