انتصار الزمالك يكشف موقعة عورة الجبلاية.
22 يونيو 2017 الساعة 9:21 مساء
كم أسعدنى وأثلج صدرى وبلّ ريقى فى نهار رمضان قرار محكمة القضاء الإدارى بإعادة مباراة الزمالك والمقاصة، ومبلغ سعادتى أن هذا الحكم سيكشف حجم الضعف والهوان و«قلة الحيلة» و«الخيبة» فى السيطرة وإنفاذ اللائحة على الأندية.. فالزمالك بعنترية تحسب له فى حماية ما يظن أنه حقه ضرب عرض الحائط باللوائح والقواعد والقوانين المنظمة للعبة وقرر أن ينقل مشكلته إلى القضاء الإدارى وهو أمر محرم ومجرم فى لوائح الفيفا واتحاد الكرة المصرى، ومن حسن الطالع أن المحكمة اقتنعت بحجة الزمالك وقررت إعادة المباراة.. والكرة الآن فى ملعب اتحاد الكرة.. ماذا سيفعل؟ وهل سيضع رأسه فى التراب مثل النعام ويستجيب لقرار المحكمة أم يستشكل فى الحكم لتعطيل تنفيذه ويلجأ هو الآخر للقضاء مثل رئيس الزمالك أم أن اتحاد الكرة سينتصر للوائح ويحترم قواعد الفيفا ويقرر معاقبة الزمالك لأنه لجأ إلى القضاء العادى فى أمر يخص شأناً فنياً؟
الأكيد، وفقا لمعرفتى بشخصية أغلب أعضاء اتحاد الكرة ورئيسهم، أنهم سيفعلون أى شىء إلا أن ينتصروا للائحة ويحموا القواعد، فالانتصار لها واحترامها يعنى مواجهة رئيس الزمالك وعقابه فوراً ودون تردد على خطئه باللجوء للقضاء، وهو عقاب قد يصل أعلى درجاته إلى الإيقاف والشطب، واتحاد الكرة لا يملك الشجاعة لاتخاذ هذه الخطوة، وكيف تتأتى له الجرأة لهذه المواجهة وهو الذى استدعى لجنة الأندية لاجتماع قبل أسبوعين لشحنها ضد رئيس الزمالك وتنفيذ حيلة قديمة ومكشوفة لاستبعاده من رئاسة اللجنة؟ ولكن أضعف الإيمان فى هذه الحالة أن يرفع اتحاد الكرة أمر نادى الزمالك إلى الفيفا ليستبين منه عقوبة النادى الذى يخرق اللائحة المحلية والدولية ويلجأ للقضاء، خاصة أنه لا يوجد بند صريح على عقوبته فى لوائحنا، فهل هذا أمر صعب؟
الأكيد أن هذه الأزمة إما أن تسقط هيبة وشرعية الاتحاد أو تحفظ كرامته وتعيد له احترامه أمام الأندية.
ومن أزمة إهانة اتحاد الكرة وقبوله الإهانة عن طيب خاطر فى مباراة الزمالك والمقاصة، إلى جدول المباريات الأخيرة فى الدورى الممتاز وكأس مصر والبطولة العربية وارتباطات منتخب المحليين ومشاركة الأهلى والزمالك فى البطولة الأفريقية.. فالواقع يقول إن لجنة (الحاجة) المسابقات بالتعاون مع «اتحاد المهلبية» وضعتنا فى مأزق صعب يهدد وصول منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم، وقبل أن أصف حجم الأزمة التى نحن فيها أريد أولاً أن نتفق على الأهداف التى من المفترض أن المنظومة تسعى لتحقيقها وتوفر كل السبل وتزيل كل العوائق نحو الوصول لها.
الهدف الأول: وصولنا إلى مونديال روسيا ٢٠١٨، وهو حلم كل المصريين عن بكرة أبيهم، باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم وأعمارهم، فمنذ ٢٨ عاماً لم نصل لكأس العالم، ولكن هذه المرة قطعنا شوطًا لا بأس به نحو تحقيق الحلم.. ومباراتانا القادمتان مع أوغندا فى أوغندا يوم ٢٨ أغسطس القادم والعودة بعدها بأسبوع ٢ سبتمبر، ومباراتان شبه فاصلتين فى مشوارنا، ومن المفترض والطبيعى والمنطقى أن نوجه لهما كل اهتمامنا، ونصوغ جدولنا ومسابقاتنا من أجل تحقيق أفضل النتائج.
الهدف الثانى: التعاون من أجل تحقيق الأندية المصرية الأهلى والزمالك وسموحة أفضل النتائج فى البطولات الأفريقية للأندية.
والجميع يعلم أنه لا يمكن تحقيق هذين الهدفين إلا بلاعبين جاهزين ومستعدين.. وهذا الشرط لا يتحقق من قريب أو بعيد فى ظل ضغط المباريات الذى وضعنا فيه اتحاد الكرة وغباؤه، فوفقاً لجدول لجنة الحاجة، لجنة المسابقات، فإنه بمجرد انتهاء الدورى سيخوض ناديا الأهلى والزمالك البطولة العربية فى الفترة من ٢٢ يوليو إلى ٥ أغسطس، وهى البطولة التى وافق على المشاركة فيها اتحاد الكرة من منطلق سياسى، وكأن علاقتنا مع أشقائنا العرب لن تتوحد إلا بهذه البطولة، وبعد البطولة العربية تعود الفرق لاستكمال بطولة كأس مصر التى ستقام باقى مبارياتها فى الفترة من ١٠ إلى ٢٠ أغسطس، أى قبل أسبوع من لقاء أوغندا، وخلال تلك الفترة تشارك الأندية فى البطولة الأفريقية، وبينهما تجمع لمنتخب المحليين.
هذا العدد اللانهائى من المباريات فى هذه الفترة القصيرة يقول إن اللاعبين سيصلون إلى مباريات تصفيات المونديال، وبالأخص لاعبى الأهلى والزمالك، وهم مستهلكون ومستنفدو القوى بدنياً وفنياً ونفسياً، فضغط البطولات والصراع للفوز بها يؤدى إلى إجهاد بدنى وذهنى رهيب، فبالله عليكم كيف نطلب من كوبر أو أعظم مدرب فى العالم أن يفوز وأسلحته مستهلكة.
وإنقاذاً لهذه الأزمة، وحلاً لجزء من تلك المعضلة التى وضعنا فيها اتحاد المهلبية، وحرصاً على تحقيق أهدافنا الكبيرة، فإلغاء بطولة الكأس هو الحل الأنسب.. فهل يفعلها اتحاد الكرة أم أنه يخشى غضب الشركة الراعية التى يعمل لصالحها أربعة من أعضاء مجلس الإدارة؟