الاعتذار لحسام حسن
16 اغسطس 2017 الساعة 5:56 مساء
أكتب هذا قبل أن تبدأ مباراة نهائى كأس مصر بين الأهلى والمصرى، والتى لا يمكننى توقع نتيجتها أو توقع السيناريو الخاص بها ووقائعها وأحداثها وما سيجرى قبل وبعد وأثناء التسعين دقيقة.. وبالتالى فما سأكتبه الآن ليس نتاجا لما جرى فى المباراة وبعدها ونتيجتها أيضا سواء كانت سعيدة أو حزينة بالنسبة لى أو لغيرى.. وما أريده هو الاعتذار لحسام حسن، المدير الفنى للنادى المصرى.. فقد نسبت إليه كلاما بشأن الحكام الأجانب وانحيازهم للأهلى، وتأكدت بعدها أن «حسام» لم يقل هذا الكلام الذى عاتبته عليه.. وأملك شجاعة الاعتراف بهذا الخطأ والاعتذار، الذى أتقدم به الآن سواء لحسام حسن أو لنفسى أيضا.. فأنا على استعداد للاختلاف مع «حسام» فى كلام كثير يقوله، وبالتأكيد أؤيده كثيرا وجدا فى كلام آخر وكثير أيضا.. لكن بشرط أن يكون كلاما قاله حسام حسن بالفعل..
وليس كلاما قاله آخرون وادّعوا أن حسام حسن هو صاحبه، خاصة إذا كان كلاما يتضمن الإساءة والانتقاص من قدر واحترام وحقوق آخرين.
وأرجو أن يقبل حسام حسن اعتذارى هذا.. أما اعتذارى لنفسى فسببه أننى ارتكبت فى حق حسام حسن نفس الخطأ الذى يحزننى ويؤلمنى جدا أن يرتكبه آخرون معى.. حين ينسبون لى كلاما لم أقله أو يقررون محاكمتى ويصدرون أحكاما نهائية وقاطعة بسبب وقائع لم تحدث أصلا أو نتيجة حكايات جرى تفسيرها بشكل خاطئ، ثم تداول هذه الأحكام ونقلها وترويجها دون أى تدقيق ومراجعة.. وكنت أتخيل أننى أصبحت مُحَصَّنا ضد ارتكاب هذا الخطأ من فرط ما عانيت منه وما خسرته نتيجة ارتكاب الآخرين نفس هذا الخطأ فى حقى.. فأنا عرفت وعشت حجم هذا الأذى والمرارة والضيق نتيجة أحكام خاطئة ومتسرعة وظالمة..
لكننى فى النهاية ارتكبت هذا الخطأ فى حق إنسان آخر، ولم أتمهل لتقصى الحقائق والتدقيق والتفكير قبل الانتقاد وتوجيه الاتهام وإصدار الأحكام.. ولا ألتمس الآن أى أعذار أو أبحث عن تبرير لخطأ أعترف به بوضوح وأعتذر عنه بمنتهى الصدق والاقتناع.. ولكن يبدو أن مجتمعنا الحالى أصبح يشجع على ارتكاب هذا الخطأ ويسمح به، وبات من السهل على أى أحد أن يكيل اتهاماته لأى أحد آخر دون أى دليل أو مراجعة.. وبات الكثيرون يصدقون هذا الاتهام، وأحيانا يفرحون به ويقيمون حفلات الإعدام النفسى والسخرية والشماتة والمظالم.. ويفرح هؤلاء دون أى حسابات أو مصالح شخصية تربطهم بمَن يشرعون فى اغتياله، لكنها فقط فرحة جماعية باتت من وقائع حياتنا وإحدى صفات مجتمعنا.. وغير تلك الفرحة هناك أيضا هذا الولع بالاستعراض، الذى يتخيل أصحابه أنهم يدافعون عن حق وموقف وقضية وشخص يحبونه أو مكان ينتمون إليه.. ولا ينتبه هؤلاء، بل لا يمانعون أيضا أن تضيع حقوق أخرى وتتكوم أوجاع ومظالم جديدة ثمنا لهذا الاستعراض.. كما أننا كمجتمع لم نعد نتقبل أصلا فكرة الرأى الآخر المخالف لرأينا، ولا نقبل غالبا مناقشة أصحاب هذا الرأى بهدوء، وبدلا من ذلك نرحب بتجريحهم وتشويههم أو حتى اغتيالهم.
بقلم ياسر ايوب نقلا عن جريدة المصرى اليوم